المشاركات

تفسير الاصحاح العاشر من سفر التكوين

صورة
    🌎 الأصحاح العاشر من سفر التكوين: جدول الأمم وانتشار الشعوب هذا الأصحاح ليس مجرد قائمة أسماء جافة، بل هو خارطة جغرافية وتاريخية توضح كيف نشأت الأمم المختلفة، مؤكداً على أن البشرية كلها تنحدر من أصل واحد (نوح وعائلته) وأن الانتشار تم حسب خطة إلهية.   1. نسل يافث (الآيات 1-5) يافث هو الابن الأكبر أو الأوسط لنوح. نسل يافث هو الأقل تفصيلاً في هذا الجدول. أبناؤه : سبعة (جُومَرُ، مَاجُوجُ، مَادَايُ، يَاوَانُ، تُوبَالُ، مَاشَكُ، وَتِيرَاسُ). انتشار النسل : يوصف نسل يافث بأنهم "تَفَرَّقُوا فِي جَزَائِرِ الأُمَمِ فِي أَرَاضِيهِمْ". التحديد الجغرافي : يُفسر نسل يافث تقليدياً على أنه أصل الشعوب الأوروبية وبعض الشعوب التي سكنت آسيا الصغرى (تركيا الحديثة) ، وربما بلاد اليونان. الدلالة الروحية : كما جاء في بركة نوح (تك 9: 27)، نسل يافث يتسم بالتوسع والانتشار الجغرافي ("لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ")، وهذه النبوءة تتحقق هنا بالاستيطان في "جزائر الأمم" (المناطق الساحلية البعيدة). مشاركتهم في الإيمان (السكن في مساكن سام) ستتحقق لاحقاً عندما ينتشر الإنجيل إلى الأمم (الأ...

تفسير الاصحاح التاسع من سفر التكوين

صورة
  🌈 الأصحاح التاسع من سفر التكوين: العهد النّوحيّ وميثاق قوس قزح يُعد هذا الأصحاح حجر الزاوية للمرحلة الجديدة من تاريخ البشرية، التي تبدأ بعد الطوفان. إنه يُرسي قواعد العلاقة بين الله والإنسان والطبيعة.   1. البركة الجديدة والتفويض الإلهي (الآيات 1-7) التفويض والبركة : "وَبَارَكَ اللَّهُ نُوحاً وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ»." هذه هي نفس البركة والتفويض الذي أُعطي لآدم وحواء في جنة عدن (تك 1: 28). هذا يؤكد أن نوح وعائلته هم البداية الجديدة للبشرية، وأن خطة الله في التكاثر والسلطان لم تتغير. سلطان على الحيوانات : "فَتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ..." بالرغم من أن السلطان على الحيوانات قد استمر، إلا أنه أصبح مصحوباً بـ الخوف والرهبة (خشية ورهبة). هذا يختلف عن علاقة السلام التام التي كانت في الجنة، ويُظهر أن الفساد أثّر على العلاقة بين الإنسان والحيوان. إباحة أكل اللحم (بشرط) : القاعدة الجديدة : "كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَاماً." سمح الله بأكل لحوم الحيوانات (...

تفسير الاصحاح الثامن من سفر التكوين

صورة
    ⛰️ الأصحاح الثامن من سفر التكوين: انحسار المياه والبداية الجديدة يمثل هذا الأصحاح تحولاً من زمن الدينونة (الطوفان) إلى زمن الرحمة والنجاة . إنه يركز على تذكر الله لنوح وبدء عملية تجديد الحياة على الأرض. 1. تذكُّر الله لنوح والبدء في إنهاء الطوفان (الآيات 1-5) "ثُمَّ تَذَكَّرَ اللهُ نُوحاً وَكُلَّ الْحَيَوَانَاتِ وَكُلَّ الْبَهَائِمِ الَّتِي مَعَهُ فِي الْفُلْكِ." : "تذكَّر الله" : لا يعني أن الله نسي، فالله لا ينسى. إنه تعبير لاهوتي يعني أن الله تدخل بفاعلية لإنهاء الدينونة وبدء خطة الخلاص والرحمة. كما تذكر الله نوحاً، هكذا يتذكر الله شعبه في الضيقات ويُعينهم.   وسائل إنهاء الطوفان : "أَجَازَ اللَّهُ رِيحاً عَلَى الأَرْضِ فَهَدَأَتِ الْمِيَاهُ." : استخدام الريح (التي تذكرنا بروح الله في تك 1: 2) لتبخير المياه وتغيير الجو، مما يرمز إلى عمل الروح في التجديد. "انْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ وَطَاقَاتُ السَّمَاءِ" : إيقاف مصادر المياه التي تسببت في الطوفان.   المدة الزمنية : بدأت المياه في الانحسار بعد مئة وخمسين يوماً من بدء الطوفان. استقرار...

تفسير الاصحاح السابع من سفر التكوين

صورة
    🌧️ الأصحاح السابع من سفر التكوين: الطوفان وبدء الدينونة يبدأ هذا الأصحاح بتحقيق قرار الله الذي أعلنه في الأصحاح السادس. إنه يسجل اللحظات الأخيرة قبل وقوع الدينونة الكونية، مؤكداً على بر نوح وشمولية العقاب. 1. دعوة نوح للدخول إلى الفلك (الآيات 1-5) دعوة شخصية قائمة على البر : "وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ الْفُلْكَ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ »." أساس النجاة : النجاة ليست عملية عشوائية، بل هي قائمة على اختيار إلهي مبني على بر نوح. النعمة الإلهية (تك 6: 8) وجدت استجابة في بر نوح، مما جعله أهلاً ليصير أصل البشرية الجديدة. إحضار الحيوانات : أمر الله نوحاً بأن يُدخل إلى الفلك: من البهائم الطاهرة : سبعة أزواج (ذكر وأنثى). من البهائم التي ليست طاهرة : زوج واحد (ذكر وأنثى). من طيور السماء : سبعة أزواج. الغاية : ليس فقط الحفظ من الانقراض، ولكن أيضاً لتكون هناك ذبيحة طاهرة بعد الطوفان (تك 8: 20) وللتكاثر. هذا التمييز بين الطاهر وغير الطاهر يشير إلى مبادئ الشريعة التي كانت معروفة ضمنياً. مهلة سبعة أيام : أُعطيت ...

تفسير الاصحاح السادس من سفر التكوين

صورة
  🌊 الأصحاح السادس من سفر التكوين: فساد البشرية والعهد مع نوح هذا الأصحاح يمثل الذروة السلبية لفساد الإنسان بعد السقوط، ويُمهد للحدث العظيم (الطوفان)، مُظهراً عدل الله ورحمته معاً. 1. سبب الدينونة: تزاوج بني الله وبنات الناس (الآيات 1-4) "وَرَأَى أَبْنَاءُ اللهِ بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ، فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا." : "أبناء الله" : التفسير الروحي التقليدي يرى أنهم نسل شيث الصالحين ، الذين كانوا محافظين على الإيمان والعبادة (كما ذُكر في نهاية الأصحاح الرابع). "بنات الناس" : هن نسل قايين الشرير الفاسد الذي انغمس في الملذات الأرضية والابتعاد عن الله (كما ذُكر في الأصحاح الرابع). السقوط الكبير : كان هذا التزاوج هو الخطر الأكبر الذي قضى على التمييز الروحي. فبدلاً من أن يسحب نسل شيث نسل قايين إلى الله، انحدر نسل شيث إلى مستوى نسل قايين (الزواج غير المتكافئ روحياً). هذا الاندماج أدى إلى فساد الإيمان وانتشار الشر في كل البشرية.  الجبابرة : "كَانَ فِي الأَرْضِ جَبَابِرَةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ... هؤُلاَءِ هُم...

تفسير الاصحاح الخامس من سفر التكوين

صورة
    📜 الأصحاح الخامس من سفر التكوين: سجل الأنساب من آدم إلى نوح الأصحاح الخامس هو سجل تاريخي دقيق لـ "كِتَابِ مَوَالِيدِ آدَمَ" . إنه سجل نسل شيث الصالح (الذي بدأ في الأصحاح الرابع)، ويؤكد على استمرار البشرية، وفي نفس الوقت، على حتمية العقوبة المترتبة على السقوط، وهي الموت. 1. مقدمة السجل والهدف منه (الآيات 1-3) "هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ. يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ، عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ." : تذكير بـ الكرامة الأصلية للإنسان. بالرغم من السقوط، لم تُفقد صورة الله كلياً، بل تشوهت. يذكر النص أن الإنسان خُلق على شبه الله (الآية 1)، للتأكيد على أن البشرية كلها تنحدر من أصل واحد كريم. آدم يلد على صورته : "وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ وَلَداً عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثًا." بعد السقوط، أصبح نسل آدم يلد على "شبهه وصورته" التي حملت آثار الخطيئة والموت، وليس فقط على الصورة النقية الأصلية لله. هذا يشير إلى انتقال طبيعة السقوط (الضعف نحو الخطيئة والموت) إلى كل الأجيال اللاحقة. 2. السمة المشتركة...

سفر التكوين - الإصحاح الثاني

صورة
  اليوم السابع: الراحة والتقديس 2: 1 فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2: 2 وَفَرَغ َ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 2: 3 وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَم َلَ اللهُ خَالِقًا. تفاصيل خلق الإنسان وجنة عدن 2: 4 هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. 2: 5 كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْمُ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. 2: 6 ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. 2: 7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أ َنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً . 2: 8 وَغَرَسَ الرَّبُ...