الكتاب المقدس

 

العهد القديم

العهد الجديد

 

  


رحلة الفداء العظمى: الخيط الذهبي في الكتاب المقدس

عندما تنظر إلى الكتاب المقدس، قد تراه للوهلة الأولى مكتبة تضم 66 سفراً، كُتبت على مدار أكثر من 1500 عام، بأقلام أكثر من 40 كاتباً من خلفيات مختلفة (ملوك، رعاة، صيادين، أطباء). ولكن، عند التدقيق، ستكتشف معجزة فريدة: إنه كتاب واحد، يروي قصة واحدة، وله بطل واحد.

هذه القصة هي "قصة حب الله للإنسان"، ومحورها هو الخلاص والفداء.

أولاً: المشكلة (سقوط الإنسان)

تبدأ القصة في سفر التكوين بخلق رائع، تلاه سقوط مأساوي عندما اختار الإنسان الانفصال عن الله (الخطيئة). هنا ظهرت "المشكلة الكبرى": كيف يمكن للإله القدوس العادل أن يقبل الإنسان الخاطئ دون أن يتنازل عن عدالته؟ منذ تلك اللحظة، بدأت خطة الله للخلاص تتكشف، واعداً بأن "نسل المرأة" سيسحق رأس الحية.

ثانياً: العهد القديم (الوعد والانتظار)

يمكن تلخيص العهد القديم بكلمة واحدة: "هو آتٍ". كل صفحة في العهد القديم كانت تمهد الطريق للمخلص الآتي:

  • النبوات: مئات النبوات الدقيقة التي تصف ميلاده، حياته، وموته الفدائي.

  • الرموز: خروف الفصح، الحية النحاسية، ونظام الذبائح؛ كلها كانت "ظلالاً" تشير إلى حقيقة عظمى قادمة، وهي أن "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة".

  • الشريعة: أُعطيت لتكشف للإنسان عجزه عن تخليص نفسه وحاجته الماسة لمخلص قدير.

ثالثاً: العهد الجديد (الإتمام والتحقيق)

يمكن تلخيص العهد الجديد بكلمة واحدة: "قد أتى". في الأناجيل، نرى الكلمة المتجسد، يسوع المسيح، الذي جاء ليدفع ثمن الخطية الذي عجزت الذبائح الحيوانية عن دفعه.

  • الصليب: لم يكن حادثاً مأساوياً، بل كان قمة جبل الجليد في خطة الله الأزلية. هناك التقت العدالة (عقاب الخطية) بالرحمة (غفران للخاطئ).

  • القيامة: كانت الإعلان النهائي عن قبول الذبيحة وانتصار الحياة على الموت.

رابعاً: رسالة الفداء الشخصية

الكتاب المقدس لا يقف عند سرد التاريخ، بل يمتد ليكون دعوة شخصية. الخلاص في الكتاب المقدس ليس مجرد "تحسين أخلاق"، بل هو "نقلة" من الموت إلى الحياة، ومن العبودية إلى الحرية. الرسالة النهائية للكتاب المقدس (سفر الرؤيا) تُرينا نهاية القصة: الله وشعبه المفتدى يعيشون معاً في سعادة أبدية، حيث لا دموع ولا ألم.



الكتاب المقدس هو رسالة غرامية من الله إليك. خيطه الأحمر (دم الفداء) يربط سفر التكوين بسفر الرؤيا، ليعلن حقيقة واحدة: أنت محبوب لدرجة أن الله بذل نفسه لكي لا تهلك، بل تكون لك حياة أبدية.



العهد القديم

العهد الجديد


الأكثر مشاهدة

تفسير سفر التكوين الاصحاح الاول

تفسير الاصحاح الخامس من سفر التكوين

تفسير سفر التكوين بالكامل