العهد الجديد

 


 


العهد الجديد: إعلان الحب الإلهي وختم الفداء

إذا كان العهد القديم هو "وعد" الله، فإن العهد الجديد هو "وفاء" الله بهذا الوعد. إنه السجل التاريخي والروحي للحظة التي قرر فيها الخالق أن يدخل عالمنا، لا ليدين العالم، بل ليُخلّص العالم بفيض من المحبة غير المشروطة.

يسوع المسيح: المحبة المتجسدة

العهد الجديد لا يقدم المسيح مجرد معلم أخلاقي أو نبي عظيم، بل يقدمه كـ "الله الظاهر في الجسد". هذه هي أولى درجات الحب: التنازل. في يوحنا 3: 16، نجد ملخص العهد الجديد: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد". لم يرسل الله ملاكاً ليخلصنا، بل جاء بنفسه في شخص المسيح، شاركنا طبيعتنا البشرية، أحزاننا، وتجاربنا، ليكون قريباً منا وليمسح كل دمعة.

الفداء: ثمن الحب

كلمة "فداء" تعني "شراء الشيء وإعادته لصاحبه بدفع ثمن غالٍ". في العهد الجديد، نرى أن المحبة لم تكن مجرد كلمات عاطفية، بل كانت "فعلاً" مكلفاً.

  • على الصليب: تجلت قمة المحبة. قال المسيح: "ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يوحنا 15: 13).

  • المعنى العميق: الفداء يعني أن المسيح أخذ مكاني ومكانك. هو قبل الحكم (الموت) لكي نأخذ نحن البراءة (الحياة). هو حُسب خاطئاً وهو القدوس، لكي نُحسب نحن أبراراً ونحن خطاة. هذا التبادل العجيب هو قلب رسالة الإنجيل.

ما بعد الصليب: عهد النعمة والحرية

رسالة العهد الجديد تعلن أن الفداء قد تم (بكلمة المسيح الأخيرة: "قد أُكمل"). ونتيجة لهذا الفداء، تغيرت علاقة الإنسان بالله:

  1. من عبيد إلى أبناء: لم يعد الخوف هو المحرك للعلاقة مع الله، بل الحب والبنوة.

  2. النعمة: الخلاص أصبح هبة مجانية تُقبل بالإيمان، وليس أجراً يُكتسب بالأعمال.

  3. الانتصار: قيامة المسيح أكدت أن المحبة أقوى من الموت، وأن الفداء هو حقيقة أبدية لا يمكن زعزعتها.


العهد الجديد هو وثيقة "حرية" لكل إنسان مقيد، ورسالة "حب" لكل قلب مكسور. إنه يخبرنا أن الله لم ينتظرنا لنصلح أنفسنا حتى يحبنا، بل أحبنا ونحن بعد خطاة، ومات لأجلنا ليمنحنا حياة جديدة وأملاً حياً لا يزول.



انجيل متى


 


انجيل مرقس


 


انجيل لوقا 


 


انجيل يوحنا


 


اعمال الرسل


 


الرسالة الى رومية


 


الرسالة الاولى الى كورنثوس



الرسالة الثانية الى كورنثوس



الرسالة الى غلاطية


 


الرسالة الى افسس


 


الرسالة الى فيلبي


 


الرسالة الى كولوسي


 


الرسالة الاولى الى تسالونيكي


 


الرسالة الثانية الى تسالونيكي


 


الرسالة الاولى الى تيموثاوس


 


الرسالة الثانية الى تيموثاوس



الرسالة الى تيطس


 


الرسالة الى فليمون


 


الرسالة الى العبرانيين


 


رسالة يعقوب 


 


رسالة بطرس الاولى


 


رسالة بطرس الثانية


 


رسالة يوحنا الاولى


 


رسالة يوحنا الثانية


 


رسالة يوحنا الثالثة


 


رسالة يهوذا 


 


رؤيا يوحنا اللاهوتي 


 


 


 


الأكثر مشاهدة

تفسير سفر التكوين الاصحاح الاول

صورة
​📖 الأصحاح الأول من سفر التكوين: قصة الخلق العظيمة ​يتناول الأصحاح الأول من سفر التكوين قصة خلق الله للكون في ستة أيام، ويعد أساساً للعقيدة المسيحية في فهم الكون والإنسان وعلاقتهما بالخالق. ​🌟 1. في البدء خلق الله (الآيات 1-2) ​"فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.": هذه الجملة هي إعلان عقائدي بـ "الله الخالق". ​"الله" (ألوهيم): الصيغة المستخدمة في العبرية هي صيغة جمع، وهذا يشير إلى الثالوث الأقدس (الآب، والابن، والروح القدس)، فالخلق هو عمل مشترك للأقانيم الثلاثة. ​الخلق من العدم (Ex Nihilo): يؤكد أن الله خلق الكون والمادة الأولية من العدم (وليس من مادة أزلية)، وهو ما يميز عمل الله عن عمل الإنسان. ​"وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.": ​الروح القدس: ظهور الروح القدس (روح الله) وهو "يرف" على المياه، يشير إلى دور الأقنوم الثالث في إعطاء الحياة وتهيئة المادة الأولية لتصبح خليقة منظمة، كما يرف الطائر على عشه ليمنحه الدفء والحياة. ​☀️ 2....
اقرأ المزيد »

تفسير الاصحاح الخامس من سفر التكوين

صورة
    📜 الأصحاح الخامس من سفر التكوين: سجل الأنساب من آدم إلى نوح الأصحاح الخامس هو سجل تاريخي دقيق لـ "كِتَابِ مَوَالِيدِ آدَمَ" . إنه سجل نسل شيث الصالح (الذي بدأ في الأصحاح الرابع)، ويؤكد على استمرار البشرية، وفي نفس الوقت، على حتمية العقوبة المترتبة على السقوط، وهي الموت. 1. مقدمة السجل والهدف منه (الآيات 1-3) "هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ. يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ، عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ." : تذكير بـ الكرامة الأصلية للإنسان. بالرغم من السقوط، لم تُفقد صورة الله كلياً، بل تشوهت. يذكر النص أن الإنسان خُلق على شبه الله (الآية 1)، للتأكيد على أن البشرية كلها تنحدر من أصل واحد كريم. آدم يلد على صورته : "وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ وَلَداً عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثًا." بعد السقوط، أصبح نسل آدم يلد على "شبهه وصورته" التي حملت آثار الخطيئة والموت، وليس فقط على الصورة النقية الأصلية لله. هذا يشير إلى انتقال طبيعة السقوط (الضعف نحو الخطيئة والموت) إلى كل الأجيال اللاحقة. 2. السمة المشتركة...
اقرأ المزيد »

تفسير سفر التكوين بالكامل

صورة
​مقدمة: مفتاح السفر (سفر البدايات) ​سفر التكوين هو "المشتل" الذي بذرت فيه كل الحقائق الإيمانية. ليس كتاب علوم بحتة، بل ككتاب علاقة الله بالإنسان. إنه رحلة من "جنة عدن المفقودة" إلى الوعد بـ "أورشليم السماوية". ​ينقسم السفر إلى قسمين رئيسيين: ​تاريخ البشرية العام (ص 1 - 11): الخلق، السقوط، الطوفان، بابل. ​تاريخ الآباء (ص 12 - 50): إبراهيم، إسحق، يعقوب، يوسف. ​القسم الأول: الخلق والسقوط (الإصحاحات 1-11) ​1. الخلق والثالوث (ص 1-2) ​في البدء خلق الله... هنا يظهر الثالوث القدوس. الآب يريد، والكلمة (الله قال) ينفذ، والروح القدس يرف على وجه المياه. ​الإنسان (آدم): خُلق على "صورة الله ومثاله". الصورة هي العقل والحرية والخلود، والمثال هو السعي للقداسة. ​الراحة (السبت): ليست تعبًا لله، بل راحة الله في خليقته، وهي رمز لراحتنا الأبدية في المسيح. ​2. السقوط والوعد الأول (ص 3) ​هذا هو أخطر فصل في تاريخ البشرية. ​الخطيئة: لم تكن مجرد أكل تفاحة، بل كانت رغبة في "التأله بدون الله" (الانفصال عن مصدر الحياة). ​النتيجة: الموت (انفصال الروح عن الله)، والعرى...
اقرأ المزيد »