السكون في حضرة المسيح

 

 



يا إله الهدوء والسكينة.. آتي إليك الآن، هارباً من ضجيج العالم، ومن ضجيج أفكاري. أغلق باب مخدعي، وأفتح باب قلبي لك وحدك. يا من تراني في الخفاء، وتعرف ما في الأعماق.. أنا هنا.

يا يسوع.. يا كلمة الله المتجسد.. أقف مذهولاً أمام سر محبتك. كيف وأنت العلي، انحنيت لتمسح غبار الأرض عني؟ كيف وأنت القدوس، قبلت أن تحمل عار خطيتي؟ أتأمل صليبك.. لا أرى خشبة وألماً فحسب، بل أرى ذراعين مفتوحتين لاحتضاني إلى الأبد.

يا رب.. أنت تعرف ثقل الأحمال التي أحملها، وتعرف الجراح التي لا يراها أحد سواك. ها أنا أضعها جميعاً عند قدميك المثقوبتين. لست أطلب منك حلولاً سحرية، بل أطلب "سلامك" الذي يفوق كل عقل. علمني أن أستند عليك، لا كضيف عابر، بل كابنٍ وجد راحته في حضن أبيه.

يا روح الله القدوس.. أنر زوايا نفسي المظلمة. انزع مني كل مرارة، كل خوف، كل شك. ازرع فيّ محبتك، لكي لا أعود أحب نفسي فقط، بل أحب الآخرين كما أحببتني أنت.

يا مخلصي.. لا أعرف ما يحمله الغد، ولكن يكفيني أن أعرف أنك "أنت" في الغد. أمسك بيدي، فقدتُ الثقة في قدرتي على المسير وحدي. قدني أنت.. حيثما تريد.. وكيفما تريد. فإرادتك هي راحتي، وقربك هو حياتي.

لك أسلّم قلبي، وفكرى، وإرادتي.. فاملأني من حضورك، حتى اكون معك.

آمين.

تعليقات

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة

تفسير سفر التكوين الاصحاح الاول

تفسير سفر التكوين بالكامل

تفسير الاصحاح الخامس من سفر التكوين